الأربعاء، ٧ جمادى الآخرة ١٤٣٤ هـ

التدخين



التدخين هو عملية يتم فيها حرق مادة, غالبا ما تكون هذه المادة هي التبغ, حيث يتم تذوق الدخان أو استنشاقة. وتتم هذه العملية في المقام الأول باعتبارها ممرسة لتروح النفس عن طريق استخدام المخدر, حيث يصدر عن احتراق المادة الفعالة في المخدر, مثل النيكوتين مما بجعلها متاحة للامتصاص من حلال الرنة واحيانا تتم هذه الممارسة كجزء من الطقوس الدينية لكي تحدث حالة من الغفوة والتنوير الروحى. وتعد السجائرهي أكثر الوسائل شيوعا للتدخين في الوقت الراهن, سواء كانت السيجارة منتجة صناعيا أو ملفوفة يدوين من التبغ السائب وورق لف السجائر. وهناك وسائل أخرى للتدخين تتمثل في الغليون، السيجار، الشيشة، والبونج.
يعد التدخين من أكثر المظاهر شيوعا لاستخدام المخدرات الترويحي. وفي الوقت الحاضر، يعد تدخين التبغ من أكثر أشكال التدخين شيوعا حيث يمارسه أكثر من مليار شخص في معظم المجتمعات البشرية. وهناك أشكال أقل شيوعا للتدخين مثل تدخين الحشيش والأفيون. وتعتبر معظم المخدرات التى تدخن إدمانية. وتصنف بعض المواد على أنها مخدرات صلبة مثل الهيروين والكوكايين الصلب. وهي مواد ذات نسبة استخدام محدودة حيث أنها غير متوفرة تجاريا.
يرجع تاريخ التدخين إلى عام 5000 قبل الميلاد، حيث وجد في العديد من الثقافات المختلفة حول العالم. وقد لازم التدخين قديما الاحتفالات الدينية مثل نقديم القرابين للآلهه, طقوس  التطهير، أو لتمكين الشامان الكهنة من تغيير عقولهم لأغراض التهكن والتنوير الروحى. جاء الاستكشاف والغزو الأروبي للأمركتين، لينتشر تدخين التبغ في كل أنحاء العالم انتشارا سريعا. وفي مناطق مثل الهند وجنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا، اندمج تدخين التبغ مع عمليات التدخين الشائعة في هذه الدول والتى يعد الحشيش أكثرها شيوعا. أما في أوروبا فقد قدم التدخين نشاطا اجتماعيا جديدا وشكلا من أشكال تعاطي المخدرات لم يكن معروفا من قبل .
اختلف طرق فهم التدخين عبر الزمن وتباينت من مكان إلى آخر، من حيث كونه مقدس أم فاحش، راقي أم مبتذل، دواء عام –ترياق- أم خطر على الصحة. ففي الآونة الأخيرة وبشكل اساسي في دول الغرب الصناعية، برز التدخين باعتباره ممارسة سلبية بشكل حاسم. في الوقت الحاضر، اثبتت الدراسات الطبية أن التدخين يعد من العوامل الرئيسية المسببة للعديد من الأمراض مثل: سرطان الرئة، النوبات القلبية، ومن الممكن أن يتسبب أيضا في حدوث عيوب خلقية. و قد أدت المخاطر الصحية المثبتة عن التدخين، إلى قيام الكثير من الدول بفرض ضرائب عالية على منتجات التبغ، بالإضافة إلى القيام بحملات سنوية ضد التدخين في محاولة للحد من تدخين التبغ.
التدخين - تدخين التبغ في المقام الأول- هو النشاط الذي يمارسه 1.1 مليار نسمة، أي 1/3 من السكان البالغين. صورة المدخن يمكن أن تختلف اختلافا كبيرا، ولكن غالبا ما ترتبط، ولا سيما في الخيال، بالفردانية والانطواء. وعلى النقيض من هذا، فإن تدخين التبغ والحشيش من الممكن أن يكون نشاطًا اجتماعيًا هدفه تعزيز النظم الاجتماعية أو كجزء من الطقوس الثقافية لكثير من الجماعات الاجتماعية والعرقية المختلفة. يبدأ الكثير ممارسة التدخين في المجالس الاجتماعية، حيث يعتبر عرض السجائر والمشاركة فيها طقسًا مهمًا أو ببساطة عذرًا مقبولاً لبدء محادثة مع الغرباء في كثير من المجالس مثل الحانات، الملاهي الليلية، أماكن العمل، أو في الشارع. بالإضافة إلى ذلك فإن إشعال السيجارة يعد طريقةً فعالة لتجنب الظهور بمظهر التعطل أوالتسكع. وبالنسبة للمراهقين، فالتدخين من الممكن أن يمثل لهم خطوة أولى في الطريق بعيدًا عن الطفولة أو كفعل من أفعال التمرد على عالم الكبار. وباستثناء الاستخدام الترفيهي للعقاقير، فمن الممكن استخدام التدخين في بناء الشخصية وخلق صورة ذاتية عن طريق ربطها بخبرات شخصية متعلقة بالتدخين.
إن ظهور الحركة الحديثة المناهضة للتدخين في أواخر القرن التاسع عشر قد أسفرت عن خلق وعي بمخاطر التدخين. بالإضافة إلى ذلك، فقد استفزت ردود أفعال المدخنين فيما ما زال يطلق عليه الاعتداء على الحرية الشخصية. كما تمخضت عن وسم شخصية بين المدخنين تصورهم بأنهم متمردون ومنبوذون بعيدًا عن غير المدخنين:
التدخين ورأي الدين
ذهي رأي علماء الإسلام في البداية إلى اعتبار التدخين مكروها إلا أن تطور الأبحاث العلمية وثبوت تسبب التدخين بشكل مباشر في الإصابة بالعديد من أنواع السرطانات دفع بمجمع الفقه الإسلامي الدولي المجتمع في جدة إلى تحريمه تحريما قاطعا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق